تشخيص الإصابة بالقولون العصبي

تشخيص الإصابة بالقولون العصبي

 شروق عارف

ستتم تغطية المواضيع التالية:

ما هي متلازمة القولون العصبي

هل أنت مصابٌ بمتلازمة القولون العصبي؟

الخطوة الأولى : زيارة الطبيب (اختصاص أمراض جهاز هضمي)

   التحضير لموعد الطبيب

الخطوة الثانية : القيام بالفحوصات التي قد يطلبها الطبيب

الخطوة الثالثة : نتائج الفحوصات والعلاج

               التدخّلات الدوائية

               التدخّلات النفسية  

التدخلات الغذائية (الحمية)

البحث عن الدعم والمساندة 

الرسالة الختامية 

 

يعاني ما يقدّر بنحو 10 إلى 15 % من سكان العالم من متلازمة القولون العصبي، وهو اضطراب هضمي مزمن في الأمعاء الغليظة يسبب آلاماً في البطن، أو إسهالاً أو إمساكاً، أو نوبات متناوبة من كليهما.  كما يُعد الانتفاخ، والغازات، وإلحاح الأمعاء، والمخاط في البراز من الأعراض الشائعة أيضاً في القولون العصبي

وتكون هذه الأعراض ناتجة عن حركة غير طبيعية في الأمعاء، حيث تؤدي السرعة المفرطة في حركة الأمعاء لحدوث الإسهال، بينما يؤدي البطء الشديد في حركة الأمعاء لحدوث الإمساك، أما الألم والغازات المفرطة فتحدث بسبب زيادة حساسية المعدة تجاه بعض أنواع الأطعمة

.

هل أنت مصابٌ بمتلازمة القولون العصبي؟

لا يوجد اختبار رسمي معتمد طبياً لتشخيص متلازمة القولون العصبي. لذا فعادةً ما يتم تشخيص القولون العصبي من خلال استبعاد الأمراض الأخرى التي تتشابه مع القولون العصبي في الأعراض

ولتصل للتشخيص المناسب، عليك اتباع الخطوات التالية، مع التأكيد على أهمية زيارة الطبيب وعدم الاعتماد على التشخيص الذاتي

الخطوة الأولى : زيارة طبيب أخصائي أمراض الجهاز الهضمي

 عندما تكون مصابا بمتلازمة القولون العصبي ، فإن الأعراض حتى الخفيفة منها -تعتبر مزعجة جدا وقد تؤثر على جودة حياتك بشكل سلبي  بيد انه في بعض الأحيان قد تكون هذه الأعراض بسبب حالة مرضية أخرى وليس بسبب القولون العصبي

لذلك يعتبر من الضروري جدا زيارة الطبيب لمعرفة ما اذا كانت الأعراض التي نعاني منها هي بسبب القولون العصبي وليس مرض آخر

في بعض الأحيان قد يقوم الطبيب العام بتشخيص القولون العصبي ومن ثم تحويل المريض الى أخصائي أمراض جهاز هضمي لاستكمال التشخيص والعلاج

التحضير لموعد الطبيب

هناك خطوات قد تدعم عملية تشخيصك وتجعلها أكثر سهولة بالنسبة للطبيب. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تراقب أعراضك لمدة أسبوعين وتقوم بتدوينها، مما سيساعدك على صياغة أسئلتك بطريقة أكثر فاعلية، كما وسيزوّد  ذلك الطبيب بالمعلومات اللازمة حتى يستطيع أن يشخّص حالتك ، يمكنك أيضا تسجيل طعامك سيساعد ذلك الطبيب على تحديد نمط الطعام المتكرر والذي قد يؤثر على أعراض القولون العصبي لديك ، لا تنسي احضار نسخة عن الفحوصات السابقة وتذكري دائما ان وقتك عند الطبيب محدود لذلك من الأفضل استغلاله بأفضل صورة

 

الخطوة الثانية: إجراء الفحوصات التي يطلبها الطبيب

 

بما أنه يجب على أخصائي أمراض الجهاز الهضمي استبعاد جميع الأمراض التي تتشابه أعراضها مع القولون العصبي؛ حتى يستطيع تشخيص حالتك.  لذا، فيجب عليه أولاً مراجعة تاريخك الطبي كاملاً، وإجراء فحصاً بدنياً لك. ثم، على الأرجح سيطلب منك إجراء بعض الفحوصات المخبرية للدم والبول و/أو البراز ليتأكد من أنك لا تعاني من أي مرض آخر يسبب لك هذه الأعراض.

فقد يقوم ، بناءً على أعراضك، بفحصك للتأكد من أنك لا تعاني من مرض التهاب الأمعاء، أو مرض كرون، أو التهاب الرتج، أو التهاب بطانة الرحم، أو فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.

وقد يوصي الطبيب بإجراء تنظير للقولون، كما وقد يطلب منك أيضاً صورة أشعة سينية (X-ray) أو صورة أشعة مقطعية (CT Scan)، واختبارات عدم تحمّل اللاكتوز، واختبارات التنفس (التي تستخدم لتشخيص فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة).

وعندما يستبعد الطبيب جميع المشكلات الطبية الأخرى، يقوم بإعطائك تشخيصاً رسمياً بأنك تعاني من متلازمة القولون العصبي

يمكنك الانضمام لبرنامج 

"لنتحكم بأعراض القولون العصبي"

الآن للتخلص من الأعراض

 

الخطوة الثالثة : نتائج الفحوصات وطرق العلاج

إذا كانت نتائج فحوصاتك تدل على عدم وجود مشكلات فسيولوجية أخرى مسببة للأعراض التي تعاني منها، فإن الطبيب سيقوم غالباً بتشخيصك بأنك تعاني من متلازمة القولون العصبي.

وهنا يأتي سؤال: ما الذي أدى لإصابتي بمتلازمة القولون العصبي؟

 

لتأتي الإجابة: للأسف، فإن السبب وراء هذه الحالة الشائعة ما زال غير معروفاً حتى الآن. إلا أنه، ولحسن الحظ، فإننا في وقتنا هذا نملك طرقاً لعلاج القولون العصبي أكثر من أي وقتٍ مضى. وتنقسم هذه التدخّلات عموماً إلى ثلاث فئات هي: تدخّلات دوائية، وتدخّلات نفسية، وتدخّلات غذائية.

 

التدخّلات الدوائية

 

قد يقترح طبيبك بعض الأدوية كتدخّل علاجي لأعراض متلازمة القولون العصبي، مثل:

     مكمّلات غذائية مليئة بالألياف.

     المسهلات.

     الأدوية المضادة للإسهال.

     دواء مصمّم لإرخاء القولون، ويستخدم لحالات الإسهال الشديدة المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي.

     أدوية لتقليل فرط نمو البكتيريا والإسهال.

 

تتعدّد أدوية القولون العصبي، لكنها غالباً ما تستهدف واحداً فقط من الأعراض السائدة، وهو ما يمثّل مشكلة في حال كنت تعاني من اثنين أو أكثر من الأعراض. ومن العوائق الأخرى لاستخدام أدوية القولون العصبي هو احتمال حدوث آثار جانبية، بالإضافة لتكلفة هذه الأدوية.

 

التدخّلات النفسية

التدخلات النفسية لمتلازمة القولون العصبي، تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين تتفاقم أعراضهم بسبب الإجهاد. ويتمتّع كل من العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والتنويم المغناطيسي الموجّه للأمعاء بمعدلات نجاح تفوق العديد من الأدوية، ولكنها تتطلب وقتاً والتزاماً عاطفياً كبيراً.

 

التدخّلات الغذائية: الآن هو دور الحمية!

لقد ثبت أن النهج الغذائي الأول لمتلازمة القولون العصبي، وهو نظام غذائي منخفض الفودماب (FODMAP)، يخفّف أعراض القولون العصبي. إذ أنّ 75 ٪ من الأشخاص الذين جرّبوا الحمية الغذائية منخفضة الفودماب، لاحظوا بأن أعراض المتلازمة لديهم خفّت بشكلٍ ملحوظٍ. وهذا يعد رقماً كبيراً ونتيجة رائعة لحمية غذائية!

لذا فبصفتي أخصائية تغذية، فإن من أهم أهدافي هو مساعدتك على فهم ماهية النظام الغذائي منخفض الفودماب، والتعرّف على كيفية دمجه في حياتك اليومية. مع أهمية التنويه، إلى أن فرصة نجاحك في اتباع هذه الحمية الغذائية ستكون أكبر، إذا كنت تعمل مع أخصائي تغذية.

 

 

حاول إيجاد من يعاني من نفس معاناتك للدعم والمساندة

 

يمكن للحالات المزمنة غير الظاهرة مثل القولون العصبي أن تُشعر المريض بالإحباط والعزلة في بعض الأحيان. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية، التي تجعل الانضمام إلى مجتمع يعاني من نفس معاناتك، خطوة مهمة. حيث أن الأشخاص الذين يعانون من نفس المشاكل، يستطيعون دعم بعضهم باستراتيجيات يتبعونها لإدارة أعراض مرضهم، كما ويستطيعون مشاركة وصفات غذائية، وتشجيع بعضهم على الالتزام بالحميات المناسبة.

فعلى سبيل المثال، عند انضمامك لمتابعة حساب الانستغرام الخاص ب"راقت"، سترى بشكل مباشر أنك لست وحدك، وأن لديك مكاناً تقصده عندما تحتاج للدعم والمساندة.

وبنفس الوقت، يجب التنويه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست المكان المناسب للبحث عن تشخيص أو مناقشة مشاكلك الطبية الفردية. إذ أنه، يجب أن يشرف على ذلك فريقك الطبي الذي يعرف تاريخك المرضي، والمخوّل بتشخيصك علمياً وطبياً.

 

الرسالة الختامية

 

القولون العصبي هو اضطراب شائع جداً يمكن تشخيصه من قبل أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بعد استبعاد الحالات الطبية الأخرى التي تتسبّب بأعراض مشابهة.

ويعتبر النظام الغذائي منخفض الفودماب (FODMAP) هو النهج الغذائي الأول لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.

وقد ثبُت سريرياً، أن الحمية الغذائية منخفضة الفودماب، تخفّف أعراض القولون العصبي لما يصل إلى 75٪ ممن يتّبعونها. ومن المحتمل جداً أن يوصي بهذه الحمية أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الخاص بك، في حال قام بتشخيصك بأنك تعاني من متلازمة القولون العصبي. كما وقد يقترح عليك بعض التدخّلات الدوائية، والعلاجات النفسية أيضاً.

 

إذ ان دور الطبيب وأخصائي التغذية في هذه الحالة يبدأ في التشخيص الدقيق لحالتك، بالإضافة لوضع خطة مناسبة لتخفيف أعراض القولون العصبي لديك.

 

المصادر :

Overview: Irritable bowel syndrome in adults: Diagnosis and management: Guidance (2008) NICE. Available at: https://www.nice.org.uk/Guidance/CG61 (Accessed: May 1, 2023).

 

Write a comment